فانوس رمضان

2


أحببت أن أعرف عن السر المكنون في الفانوس والعلاقة المرتبطة بينه وبين شهر رمضان المبارك وعند بحثي وجدت هذه القصص التي أبهرتني حقيقة فأحببت أن انقلها كما هي وأتمنى أن تستمتعوا بها.

فمن بين كل الدول الإسلامية "مصر" هي أكثر الدول استخداماً للفانوس كتقليد في شهر رمضان. غالباً يعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمي حيث كان الفانوس يُصنع من النحاس ويوضع بداخله شمعة، بعد ذلك أصبح الفانوس يُصنع من الصفيح والزجاج الملون، أما الآن فأغلب الفوانيس الحديثة تصنع من البلاستيك وتعمل بالبطاريات ولها أحجام وأشكال مختلفة، كان الأطفال في العصر الماضي قبل انتشار الكهرباء يستمتعون بالفانوس حيث كان يستمتع كل طفل بالإضاءة التي يحصل عليها من فانوسه، فكانوا يخرجون للشوارع بعد الإفطار حيث تكون الشوارع مظلمة إلا من أنوار فوانيسهم، وكانوا يجتمعون معاً ويغنون بعض الأغاني مثل "وحوي يا وحوي"، ويستمتعون باللعب معاً أو يذهبون لزيارة أحد الكبار ليحكى لهم حكاية.

هناك العديد من القصص عن أصل الفانوس، أحد هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، كان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.

وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.

وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا وبهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال، وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون.

وحوي ياوحوي

4
لنا الكثير من ذكريات رمضان في الطفولة أناشيد بريئة نرددها كلما هل علينا هلال رمضان بفرحة وابتهاج ولكل بلد عاداته وتقاليده وأناشيده الخاصة التي لها طعمها ولونها في نفوس أهلها وأطفالها، (وحوي ياوحوي) اشتهرت هذه الكلمة عند أهل مصر وأصبحت عاده لكبيرهم وصغيرهم يرددونها قبل حلول شهر رمضان وعند دخوله وطيلة شهر رمضان وانتشرت بشكل كبير عند البلدان العربية الأخرى وأصبح الكل يرددها من دون أن يدري ما معناها، بحثت وسألت كثيراً ولم أجد سوى هذه الإجابة ولا أدري عن مدى صحتها ولكن ماحصلت عليه كان من إخواننا المصريين وكما يقال "أهل مكة أدرى بشعابها".

وحوي ياوحوي اياحا .. وحوينا الدار اياحا

(وحوي ياوحوي) هي كلمات فرعونية كانت في الزمن الفاطمي فعندما يحل شهر رمضان يقولون وحوي ياوحوي ومعناتها ذهب ورحل شهر شعبان.
(اياحا) يعني القمر ومعنى ذلك أن هلال رمضان بان وأهل هلاله.
(وحوينا الدار) أي جهزناه ورتبناه وملئنا البيت بالبخور والعطور من اجل استقبال شهر رمضان.

جدد إيمانك

2
رمضان هو الأمل الجديد لكل إنسان ليجدد فيه إيمانه ويتقرب إلى مولاه ويكفر عن ذنوبه ويغسل قلبه بالتقوى والعمل الصالح، رمضان هو العطاء والخير، رمضان قنديل يساعد الإنسان على الهداية إلى طريق الحق والنور. شهر مليء بالطاعات والحسنات، شهر من أفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى حيث تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب السماء ولا أروع عندما يكون الإنسان خاشع والرب في سماء الدنيا ينتظر الدعاء من العبد، ربي اغفر لي ورحمني، ربي أدخلني مدخل صدق واجعلني من لدنك نصيرا ربي اشرح صدري ويسر أمري، ربي جنتك أرجو ولا أرجو غيرها، كم جميل عندما تقضي كل وقتك في طاعة الله مابين قراءة قرآن وصلاة ودعاء وصيام وأجر يالها من سعادة حقيقية عندما تشعر أن قلبك معلق بالله سبحانه وتعالى ولا شيء يغفلك عن ذكره يكفي بأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ليلة من أفضل الليالي إذا بلغتها وأحسنت فيها الخشوع والقرب من الله والدعاء وسألت الله تعالى الجنة أعطاك إياها وإذا سألت الله ما سألت أعطاك ما تريد يالها من ليالي عظيمة عندما يجتمع المسلمون في صيامهم وصلاتهم للتراويح والقيام والدعاء والذكر وياله من إحساس رائع عندما تشعر أن هناك عالم يشاركوك فرحة أيام رمضان بالأعمال الصالحة، ستشعر حينها أنك لست وحدك وأن المؤمنون إخوة، اللهم بلغنا رمضان وأعنا برحمتك على صيامه وقيامه ولا تحرمنا أجره وأجر ليلة القدر يا الله.

أهلاً رمضان

2


مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيــام
يـا حبيباً زارنا في كــل عـام
فـاغـفـر اللـهـم ربـــي ذنبنـا
ثم زدنا من عطاياك الجسام

مرحباً رمضان، مرحباً بشهر الصيام، شهر التوبة والرضوان، اشتقنا لك وإلى لياليك الدافئة، كلها أيام ويحل ضيفاً عزيزاً علينا فأحسنوا ضيافته يا أولي الألباب، وكل عام وانتم بخير.

جميع الحقوق محفوظه © حنو